مشاعرنا هي عبارة عن تفاعلات كيميائية تحدث في جسمنا ودماغنا. هذه التفاعلات تنتج عن طريقة عمل الهرمونات التي تتأثر بنوعية النظام الغذائي الذي نتبعه. و لذلك صدق الذي قال إن ما نأكله يحدد إلى مدى طبيعة هويتنا و شخصيتنا.
و في الوقت الذي يحاول فيه الطب الحديث الادعاء بأنه ابتكر الدواء الشافي الذي يجنبنا المشكلات النفسية، مازالت أعداد الوفيات الناتجة عن الانتحار في ارتفاع مستمر. فلو كانت هذه الأدوية فعلاً شافية، لكانت نسب الانتحار تراجعت على الأقل.
في الحقيقة، إذا فهمنا مصدر الإحباط و الشعور بالأسى و التوتر و القلق، لعرفنا كيف نعالج السبب و ليس فقط العارض. فالمفتاح الأول يكمن في اختيار الأطعمة الصحيحة المسؤولة عن تحديد طبيعة مزاجنا، و الابتعاد كلياً عن الأصناف التي تزيد حالتنا النفسية تدهوراً، ومنها بالدرجة الأولى، المأكولات الغنية بالسكر.
المشكلة في السكر تكمن في أنه سريع الحرق، و لذلك عندما نتناول السكر، نشعر بالرضا الفوري وبسعادة كبيرة، لكن سرعان ما تتلاشى هذه الطاقة التي يولدها السكر، بنفس السرعة التي يولّدها فيها. و هذا الهبوط في مستوى الطاقة، يترافق مع هبوط في المزاج و المعنويات، و لذلك تتلاشى المشاعر الجميلة لتحل مكانها الأفكار السلبية و التشاؤمية.
وكما علينا أن نلغي السكر من نظامنا الغذائي اليومي بهدف السيطرة على الإحباط، علينا في المقابل أن نركز على أصناف أخرى من العناصر الغذائية، التي تشمل:
- الأومغا 3 ، و هو نوع من الأحماض الدهنية الذي يعتبر غذاء مثالياً للدماغ، و يعزز صحته و نشاطه.
- الفيتامين B المركب: هذا الفيتامين المركب (يشمل B1، B2، B6، B12، B7، B5) يساعد الجسم على إنتاج المادة الكيمييائة في الدماغ، و التي تُعتبر أساسية جداً لتعديل المزاج و تنشيط الناقلات العصبية عبر الدماغ. مع العلم أن تراجع معدلات الفيتامين B6 وB12 و أسيد الفوليك على وجه الخصوص، يؤدي إلى إضعاف عمل الناقلات العصبية في الدماع، ما يجعلنا عرضةً للإحباط و الاكتئاب.
- الفيتامين C: تتعدد فوائد هذا الفيتامين لتشمل حماية الجسم من أمراض القلب و السرطان و تعزيز قوة جهاز المناعة. كذلك يساعد الفيتامين C في زيادة إنتاج مادة Norepinephrine ، و هي نوع من الناقلات العصبية في الدماغ، تؤثر بشكل مباشر في تحديد مزاجنا.
- المغنيزيوم: المغنيزيوم من المعادن الأساسية التي يحتاجها جسمنا لكي يتحكم بعملية تمدد و انكماش العضلات، كما أنها ضروية جداً لدعم نمو العظام و مساعدة الجسم على إنتاج البروتين و الطاقة. ومن هذا المنطلق، يساعد المغنيزيوم على تحسين المزاج من خلال إرخاء العضلات ومنع تعرضها للتشنج.
- التمارين الرياضية: تُعتبر من العلاجات المفيدة جداً في حالة الاكتئاب. فعندما نمارس أي نوع من النشاط البدني، ترتفع حرارة جسمنا، الأمر الذي يجعلنا نسترخي، و يعزز قدرة جسمنا على إنتاج المواد الكيميائية التي تجعله يشعر بالتحسن: الـEndorphin والـNorepinephrine. هاتانا المادتان تساعدان بشكل مباشر في التحكم بشعور الاكتئاب و الانزعاج و الحزن، و تحسنان المزاج و تبعدان الأفكار السوداوية عنا.
